مقدمة من
وكيل الوزارة لشؤون الثروة الحيوانية
المشرف العام على
مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة بديراب
سامي بن سليمان النحيط
المملكة العربية السعودية
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الدراسات الحديثة تؤكد أن الحصان العربي هو وليد الصحراء ونتاجها الطبيعي وقد خضع في الصحراء لعملية انتقاء طبيعية صارمة فلم يصمد أمام قسوة الطبيعة إلا الأجود والأقوى والأصلح من الخيول حتى إن بعض الخباء بالخيل يرى أن كل سلالة كريمة من الخيل لا تضمن لنفسها البقاء دون اختلاطها بالسلالة العربية الأصيلة وللاعتراف بالحصان على أنه عربي أصيل فلا بد أن يكون منحدراً مباشرة من الصحراء العربية حيث يحرص العرب على أنساب الخيل فيعرفون كل فرس ومشجرات آبائها فهم لا يقفون عند الآباء فحسب بل يحرصون على حفظ نسب الخيل من الأمهات لأنها تحمل الصفات النقية الأصيلة ومن اهتمام العرب بالخيل أنهم كرسوا لها بعض مؤلفاتهم مثل أنساب الخيل ) لابن الكلبي و (أسماء خيل العرب وأنسابها وذكر فرسانها) للغندجاني و ( كتاب الخيل ) للأصمعي وغيرها .
وقد اشتهرت كثير من الخيول بنسبتها إلى الجد الأكبر وبقيت أنسابها متوارثة في مكان نشأتها في جزيرة العرب فوق هضاب نجد ومنطقة عسير فهذه المناطق كانت ومازالت من أخصب المناطق قوة وأكثرها ملاءمة لتربية الجياد الأصيلة وقد أكدت الكشوف الأثرية أن الحصان العربي أصيل في شبه جزيرة العرب ولم يفد إليها من خارجها .
لا تزال أرض المملكة العربية السعودية تكشف للعالم أدلة أثرية جديدة تؤكد أن مسيرة الحضارة الإنسانية لا تكتمل قراءتها إلا بالاطلاع على ما تختزنه أرض المملكة من شواهد أثرية مهمة .
ومن خلال حضارة المقر نقف اليوم أمام اكتشاف أثري مهم يأتي في إطار برنامج عمل الهيئة العامة للسياحة والآثار لإبراز البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية .
ولا شك أن الكشف عن حضارة المقر يمثل نقلة نوعية في معرفتنا بمسيرة الحضارة الإنسانية، وشاهد واضح على المساهمة الفاعلة لإنسان الجزيرة العربية في النهضة الثقافية التي شهدتها الإنسانية إبان فترة العصر الحجري الحديث. وفرصة حقيقية أمام الباحثين والمختصين للتعرف على حقائق علمية جديدة من خلال البحوث والدراسات الميدانية حول أقدم المواقع التي عرفتها البشرية لاستئناس الخيل في فترة يعود تاريخها إلى تسعة آلاف سنة .
وبعد وجود تماثيل كبيرة الحجم للخيل في هذا الموقع مقترنة بمواد أثرية من العصر الحجري الحديث يرجع تاريخها إلى ٩٠٠٠ سنة قبل الوقت الحاضر اكتشافاً أثرياً مهماً على المستوى العالمي، حيث أن آخر الدراسات حوملاستئناس الخيل تشير إلى حدوث هذا الاستئناس لأول مرة في أواسط آسيا (كازاخستان) منذ ٥٥٠ سنة قبل الوقت الحاضر . وهذا الاكتشاف يؤكد أن اسئناس الخيل تم على الأراضي السعودية في قلب الجزيرة العربية قبل هذا التاريخ بزمن طويل .
يقارب طول أحد تماثيل الخيل التي وجدت بالموقع ١٠٠سم ، وهو يمثل الرقبة والصدر. ولم يعثر من قبل على تماثيل حيوانات بهذا الحجم في أي موقع آخر في العالم من هذه الفترة نفسها، وما عثر في تركيا والأردن وسوريا لا يعدو أن يكون تماثيل صغيرة الحجم ومن فترة متأخرة عن هذا التاريخ ، وليست للخيل .
يحمل تمثال الخيل الكبير الذي وجد بالموقع ملامح الخيل العربية الأصيلة ويبدو ذلك واضحاً في طول الرقبة وشكل الرأس . يوجد على راس تمثال الخيل السابق الذكر شكل واضح للجام يلتف على رأس الخيل ، مما يشكل دليلاً قاطعاً على استئناس الخيل من قبل سكان هذا الموقع في تلك الفترة المبكرة .
صنعت هذا التماثيل من نوع الصخر المتوفر بالموقع . والذي يُرى في أماكن عدة بالمكان في الوقت الحاضر، ويبدو أن هذه التماثيل كانت مثبتة في بناء يتوسط الموقع على الضفة الجنوبية للنهر قبل مصبة في الشلال، وربما كان لهذا البناء دور رئيس في الحياة الاجتماعية لسكان الموقع.
الخيل العربية الأصيلة نشأت في جزيرة العرب وهي من أقدم السلالات, فهي عربية, أصلاً ونسباُ وموطناً, قال أحد الصحابة – رضي الله عنه – عن كيفية خلق الخيل وهو وهب بن منبه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لما أراد الله أن يخلق الخيل ، قال لريح الجنوب اني خالق منك خلقاً ، فجعله عزاً لأوليائي ، ومذله على أعدائي ، وجمالاً لأهل طاعتي فقالت الريح اخلق فقبض منها قبضه ، فخلق فرساً ، فقال له خلقتك عربياً وجعلت الخير معقود بناصيتك ، والغنائم مجموعة على ظهرك….إلى آخر الحديث) ولهذا وذالك ، فقد حظيت باهتمام الكتاب والأدباء والشعراء والمؤرخين والنسابة فأفردوا لها كتباً اهتمت بخلقها وصفاتها و أمراضها وأدواتها وأسمائها وأنسابها وأنواعها وفرسانها
الخيل العربية من أجمل الخيل في العالم قاطبة لجمالها ورشاقتها وألوانها الساحرة حيث تمتاز الخيل العربية بتوازنها وتناسق جسمها الطبيعي، فرأسها الصغير نسبيا والمتناسق مع الرقبة يدل على الرشاقة والأصالة، ومما يزيدها جمالا تقعر قصبة الأنف قليلا وجبهة عريضة تباعد بين العينين السوداوين البراقتين المستديرتين، ويعتلي رأسها أذنين قصيرتين متجانستين نهايتهما حادة وتتحركان بسرعة وتجانس غريب، ولها رقبة طويلة متناسقة مع بقية أجزاء الجسم تملأها العضلات،أما ظهرها فهو قصير مكتنز العضلات، والذيل مرتفع بشكل واضح، ناهيك عن سرعتها الفائقة ويقظتها الدائمة وقدرتها الهائلة على الصبر وتحمل الجوع والعطش والتأقلم مع الظروف الصحراوية القاسية كما يشتهر الحصان العربي بذكائه ونبله و إخلاصه وشدة وفائه لصاحبه، ونظراً لهذه الصفات الحميدة علاوة على ما يتمتع به من نقاوة السلالة استخدم الحصان العربي في تحسين أغلب سلالات الخيل العالمية مما أكسبها شهرة واسعة وجمالا منقطع النظير وقد عرف العرب الخيل منذ القدم فاعتنوا بها وأكرموها وحافظوا على عراقة أنسابها ونقاء سلالاتها من العيوب والشوائبويرجح أن تكون الخيل العربية ترجع في أصولها إلى خمسة جياد أصيلة كان لها شأناً كبيراً في جزيرة العرب منذ زمن بعيد وهي :
· كحيلة : وجاء اسمها من السواد المحيط بالعينين اللتين تبدوان كالمكحولتين.
· عبية : وجاء اسمها من تشوالها وحفظها لعباءة راكبها على ذيلها أثناء الجري.
· دهمة : وجاء اسمها من لونها القاتم المائل للسواد .
· شويمة : وجاء اسمها من الشامات الموجودة على جسمها .
· صقلاوية : وجاء اسمها من طريقة رفع حوافرها في الهواء عند الجري أو من صقالة شعرها.
كان للفتوحات الإسلامية دور كبير في انتشار الخيل العربية شرقا وغربا والتعرف على ميزاتها من قوة وسرعة فائقة وجمال وتناسق بين أعضاءها، عندما وصلت هذه الفتوحات إلى العراق والشام وفارس ومصر ثم إلى إسبانيا وفرنسا وتركيا والصين. و كذلك أثناء الحروب الصليبية والتي امتدت من القرن الحادي عشر إلى القرن الثالث عشر الميلادي نقل ملوك وأمراء وجنود الفرنجة الخيل العربية معهم من ربوع الشام ومصر إلى أوطانهم الأصلية. واحتلت الخيل عند العرب مكانة خاصة وزاد الاهتمام بها بعد ظهور الإسلام، وان فيما ورد في القرآن الكريم والحديث الشريف ما يبين فضلها و مكانتها عند الله ورسوله وعند العرب والمسلمين. كان العرض في الجاهلية يرتبطون الخيل لفضلها وشرفها، وعندما جاء الإسلام أمر الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام باتخاذها وارتباطها، فاتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل وارتبطها في سبيل الله، وأعجب بها وحث عليها فإرتبطها المسلمون أفرداً وجماعات، ولقد ورد ذكر الخيل في القرآن الكريم في عدة مواضع .
لقد كان للخيل في العصور التاريخية المختلفة دور أساسي في الحروب وغيرها. وتؤكد ذلك المكتشفات الأثرية من النقوش والرسوم والوثائق التي تعود إلى حضارات بلاد ما بين النهرين وحضارة وادي النيل وحضارة دلمون والحضارة اليونانية والحضارة الرومانية. وما حرب ( داحس والغبراء ) إلا مثل لتلك الحروب التي دارت رحاها بين القبائل العربية والتي استخدمت فيها الخيل في عصر قبل الإسلام. وكان للخيل العربية دور كبير ومميز أثناء الفتوحات العربية الإسلامية فمنذ بداية الفتح الإسلامي و في عصر الخلفاء الراشدين أبى بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن بي طالب رضي الله عنهم، إذ حملت راية الإسلام إلى ربوع المعمورة وكانت الخيل من أهم تجهيزات الجيوش المتجهة للفتح شرقا وغربا
تم انتشار الحصان الشرقي عموماً والعربي خصوصاً في أوروبا عبر طريقين: أولهما جنوبي انطلاقاً من أسبانيا حيث وطد المسلمون سلطتهم هناك طوال ثمانية قرون، وثانيهما شرقي عبّدته الجيوش العثمانية المنطلقة نحو البلقان.وازدادت معرفة الأوروبيين بالحصان العربي وتقديرهم لمزاياه الفريدة بفعل الحروب الصليبية التي كان من آثارها انتقال أعداد كبيرة من الخيول الشرقية إلى أوروبا. ومنذ احتكاك الأوروبيين بالحصان العربي الأصيل استمر انتقال هذا الأخير إلى البلدان الأوروبية بشكل فردي، حتى شعر الأوروبيون بأهمية هذا الحصان وقيمته في الحروب الوسطى، وازداد هذا الاهتمام في القرن التاسع عشر، فتوالت فيه البعثات إلى البلاد العربية لجلبها وتربيتها في أوروبا.
الخيل المصدرة من الجزيرة العربية : –
أجمل وأنقى السلالات من الخيل العربية الأصيلة خرجت من جزيرة العرب منذ عدة قرون عن طريق الفتوحات الإسلامية وبعض المستشرقين الذين اشتروها من البدو لملوك وأمراء أوربا أو عن طريق الغزاة لمنطقة نجد .
١– أصول الخيل العربية المصرية :-
في بداية القرن الثالث عشر اهتم حكام مصر بتوليد الخيل العربية وتكثيرها وكان من هؤلاء الحكام السلطان ( الفاخر ) محمد بن قلاوون تاسع السلاطين المماليك وكان لا يتوانا في دفع أي مبلغ الاقتناء أفضل الخيل العربية وهدفه أن يجعل من مصر وطن لهذه الخيل وقد جمع نخبة من أفضل الجياد من نجد والاحساء واليمن وقد أهدى الأمير عبدالله بن سعود مجموعة من أروع الخيل العربية إلى الأمير طوسون، ومن المعروف أن (عباس باشا) اشترى معظم نسل (صقلاوي جدران) من قبيلة عنزة العربية وبأسعار خيالية، وبعد غزو محمد علي باشا لمنطقة نجد استطاع نقل الكثير من الخيل العربية إلى مصر وكان له إسطبل بمنطقة شبرا بمصر عام ١٨١٧م ويوجد به ٤٥٠فرس ٣٢ فحل منها ٣٠٠فرس جلبها بعد سقوط الدرعية وبعد استلام حفيده عباس باشا وصل تعداد الخيل عام ١٨٥٢م إلى ١٠٠٠رأس . وتعتبر هي نواة الخيل العربية بمصر ومن أهم المرابط في الوقت الحالي مربط الزهراء .
٢– الخيل العربية في بولندا : –
انتقلت الخيل العربية من الجزيرة العربية في القرنيين السادس والسابع عشر الميلادي عن طريق التجار فقد كان للملك سيجموند الثاني مربط نيزنا أول مربط للخيول العربية في ١٣٧٢ – ١٥٤٨م ويحافظ على تناسلها حتى لا يختلط مع دم آخر أجنبي وقد قام الأوروبيون على تغير الأسماء العربية لتتناسب معهم وتمتاز الخيل البولندية بجمالها .
وفي عام ١٨٤٥م جلب جلجوز ديروسزكي أفراس هي غزاله، ملكة، صحاري وكانت النواة الأولى للخيل العربية في بولندا . وتم تصدير الحصان بغداد وطويسان إلى بولندا عن طريق أحد التجار والذي أنتج منه ومن الفرس غزاله الحصان بلقرزم وفي عام ١٩٢٦م قامت جمعية مربي الخيول العربية في بولندا بطبع الجزء الأول من سجل انساب الخيل العربية ويحتوي على ٩٠رأس يملكها ٢٨مربي ومن أهم الإسطبلات المهتمة بالخيل العربية في بولندا جاناو دورلاسكي وميسلو وبيالكا .
في القرن السابع عشر وخلال الفترة القصيرة للسلام بعد الحروب التي خاضتها تركيا نقلت أفضل الخيل العربية الأصيلة إلى بولندا . وبهذا فإن ملاك الإسطبلات في بولندا اشتروا الخيل من التجار القادمة من اسطنبول واوديسا واكييف . ولكن كان الاعتقاد السائد هو إن الخيل الجزيرة العربية هي الأنقى والأكثر أصالة لذا في عام ١٨٠٣ و ١٨٠٤م كان أول محاولة لجلب الخيل العربية من جزيرة العرب فقد أرسل الأمير هيرو نيم شانقوزكو أحد موظفيه كاجيتان بورسكي وسافر حتى حلب وجلب أول خمسة طلائق وفرس واحدة . وفي عام ١٨١٦م سافر آخر يدعى توماس موشنكى من طرف الأمير اليوستانش سانقوزكو إلى دمشق ورجع معه تسعة طلائق وفرس واحده إلى سلاوتا في عام ١٩١٧م ، نظم أحد محبي الخيل ويدعى واكلو سو يرين روزسكى رحلة إلى الشرق الأوسط ووصل إلى منطقة نجد وبقى بها لمدة سنتان ونصف ونقل ١٣٧رأسا من أفضل وأنقى الخيل العربية الأصيلة في منطقة نجد وصل بعضها إلى ولايته شاوان واحد عشر فرساً وستة طلائق نقلت إلى إسطبل ملكة ويتنيبرج وقد سجل روز سكي مذكراته خلال هذه الرحلة ، والآن في المكتبة الوطنية بوارسو في عام ١٨٤٥م جلب جلجوسز أفضل سبعة طلائق وثلاثة أفراس هي غزاله وملكه وصحارى وقد كانت تلك أفراس نواه لعوائل مشهورة في بولندا حتى الآن . واستمرت تلك الرحلة للجيرة العربية حتى القرن التاسع عشر فقد ظل بعض المربيين كالأمير أبو ستانش مانجوسكو له وكيل دائم في الجزيرة العربية يجلب له أجمل الخيل العربية الأصيلة وقد ظهرت تلك الخيل في أعمال بعض الفنانين البولنديين مثل كرشوبر وبيترهس وجبوس كوساك وغيرهم . كل من القرن الثامن عشر والتاسع عشر عرف بغزارة استيراد الخيل العربية من موطنها وفي بولندا كان اشهر العائل التي تمتلك ١٠ إسطبلات كبيرة هي سانجو سكوس، برانيكس وبوتكس وعائلة فريدو سزكس وقد قيل أن أكبر إسطبل هو إسطبل الأميرة سانجو سكو في سلاووتا وظل هذا الإسطبل ذو الخبرة والمهارة في إنتاج أفضل الأمهار وجلب الشهرة العريقة .
والخيل العربية القادمة من سلاووتا لاوربا لا منافس لها في عروض الجمال . وفي عام ١٨٠٤م حتى ١٨١٧م كان في الإسطبل ٧٣حصاناً و ٢٩فرساً تماستيرادها من الجزيرة العربية وفي عام ١٨٤٥م كان به ١٨٣م فرس عربية أصيلة وفي الفترة من ١٨٢٠– ١٩١٨م كانت سجلات الخيل العربية تم حفظها في إسطبل سلاووتا ومن حسن الحظ تم حفظها حتى عند الثورة الروسية وعند الحرب العالمية الأولى والثانية وهي الآن عند أسرة سانجوسزكو ولإحداث مأساوية في نوفمبر ١٨١٧م . قتل الأمير رومان سانجوسزكي، ويأتي في المرتبة الثانية و كان في الفترة من ١٧٢٨م – ١٨١٩م وكان يدعى الإسطبل القديم أو العتيق وهو أساس إسطبلات بارنيكس في يوزن وفي جانسووكا .
٣– الخيل العربية في انجلترا : –
استورد الملك كارل الثاني في القرن السادس عشرة أفراس وبعوض الفحول وسميت بالأفراس الملكية . ومنها الحصان عربي دارلي وهو معنقي هدرجي أصله من نجد يرجع لأحد شيوخ عنزة اشتراه اللورد توماس دارلي قنصل بريطانيا وقد وصل إلى بريطانيا عام ١٧٠٤م ليصبح الفحل الأول في بريطانيا وكما أن المستشرقة الليدي آن بلنت وزوجها الفريد بلنت عام ١٨٧٧م واشترو أجمل الخيل العربية من الجزيرة العربية من قبائل شمر وعنزة ومنها الفرس قصيدة وجربوعه وشريفة وزنوبيا والحصان فيصل بن كحيلان عجز كان أبوه ابن نوره وأمه بنت بنت جلابية فيصل تعود للأمير فيصل بن تركي أمير الرياض واليت نقلت إلى منطقة قريبة من لندن تسمى كربت ويطلق على هذه الخيل في الوقت الحالي ( كربت ) وقد قامت أسرة الليدي بلنت بشراء حديقة الشيخ بن عبيد في منطقة الزيتونة القريبة من القاهرة لوضع الخيل المشتراه بها من مصر والجزيرة العربية قبل نقلها إلى إسطبل الكربت في بريطانيا .
٤– الخيل العربية في فرنسا : –
الخليفة هارون الرشيد أهدى الملك شارل فرانكن الكبير عام ١٢١٢م تسعة من أفضل الخيل العربية الأصيلة وهذه أول خيول عربية دخلت فرنسا .
٥– الخيل العربية في روسيا :
ومن وجهة النظر الروسية فأنه لا يغفر أبداً الاعتراف بأهمية الدم العربي لتحسين السلالات المحلية وتنبع أهمية الحصان العربي لروسيا من قدرته نقل صفاته إلى ذريته ووصلت الخيل العربية إلى الأراضي الروسية منذ أوائل القرن السادس عشر لاهتمام الملوك بها وتعتبر أول محاولة رسمية لاستحضار الخيل العربية تلك التي قام بها الأمير أوراو عام ١٧٧٠م عندما حصل من السلطان التركي ٣٠فحلاً و ٩أفراس شرقية من أشهرها الحصان سمتنكا ذو الجمال الرائع، وقد تم شراء ٢٠ فرساً و ٨ فحول من قبائل عنزة وشمر في بادية الشام وفي عام ١٩٢١م أوصت الحكومة الروسية بإنشاء مربط ترسك الشهير وفي فترة الخمسينات والستينات قام الرئيس جمال عبدالناصر بإهداء عدة خيول عربية أصيلة إلى روسيا ومن أهم الفحول التي وصلت إلى هناك ( أسوان وأعظمي ) وقد أصدرت روسيا أول سجل انساب للخيل العربية في عام ١٩٦٥م .
6 – الخيل العربية في أسبانيا : –
للحصان العربي ماضي عريق في اسبانيا فقد جلبت العرب بقيادة طارق بن زياد عند فتحهم للأندلس كثير من الخيل العربية . وتعد الملكة ايزابيلا الثانية ( 1833 – 1870م ) من أشهر ملوك أسبانيا الذين اهتموا بالحصان العربي كسلالة وفي عام 1972م انضمت أسبانيا لمنطقة الواهو .
للحصان العربي ماض عريق في اسبانيا فقد جلب العرب بقيادة طارق بن زياد في عام 710م عند فتحهم لبلاد الأندلس كثير من الخيل العربية وتعد الملكة إيزابيلا الثانية في 1833 – 1870م من اشهر الملوك الذين اهتموا بالحصان العربي كسلالة نقية وقد أوصت باستيراد بعض الخيول العربية من موطنها الأصلي لمربطها الملكي وقد تحقق ذلك بشراء 26 فحلاً من بلاد الشام و 12 فرساً لتكون النواة الأولى في مربط yeguada وتوالت فيها جلب العديد من الخيل العربية ومع مرور الزمن شأت سلالة رائعة كانت مثار الإعجاب .
اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية بالخيل العربية الأصيلة في الوقت الحاضر .
نبذة عن مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة بديراب :
ويسجل التاريخ الاهتمام الكبير بالخيل العربية في المملكة ولأهمية الخيل العربية للمملكة من عدة عوامل فإن الملك عبد العزيز رحمة الله هو مؤسس المملكة وهو أخر موحد وفارس وحد بلاداً وجمعها على صهوات الخيل العربية في التاريخ الحديث. وفي الرياض يوجد مركز الملك عبد العزيز للخيل العربية الأصيلة بديراب الذي يحمل أسم مؤسس المملكة العربية السعودية التي هي موطن الخيل العربية الأصيلة ويحتوي على البقية الأصيلة من خيل المؤسس ومجموعة من الخيل العربية الأصيلة من سلالات أخرى لاستمرار الإنتاج وتحسين الصفات مع استمرار المحافظة على الخيل السعودية القديمة التي ترجع إلى الأنساب المعروفة بالجزيرة العربية ويهتم المركز بالخيل العربية على مستوى المملكة ويمثل المملكة في المنظمات الدولية ويطبق المعايير الدولية للرعاية والتسجيل والتنقلات ويقع مركز الملك عبد العزيز للخيل العربية الأصيلة في ديراب . وهي منطقة زراعية قريبة من الرياض من جهة الجنوب الغربي بحوالي (35) كيلو وتبلغ مساحة المركز بما يقارب مليون م2 ويقدر عدد الخيل بالمركز حتى تاريخ 23 /3 / 1431هـ الموفق 23 / مارس / 2010م ما يقارب (150) رأس من الخيل وعدد الملاك المسجلين بالمركز ( 3300 ) مالك وعدد خيل المملكة المسجلة في المركز (8421 ) رأس من الخيل.
لمحة عن التعاون الدولي :
بما أن المركز الجهة الرسمية لتسجيل الخيل العربية في المملكة فانه يقوم بالتعاون والتنسيق مع هيئات تسجيل الخيل العربية في العالم ومنها الهيئات التالية :
– المركز عضو بالمنظمة العالمية للحصان العربي (الواهو) التي تعنى بتوثيق وتسجيل الخيل العربية في العالم .
– المركز عضو في منظمة المؤتمر الأوربي لمنظمات الخيل العربية (الإيكاهو) التي تعنى بتنظيم مسابقات جمال الخيل وأنظمة وقوانين الخيل العربية في العالم. وكذلك جميع مراكز الخيل العربية المماثلة لمهام المركز في جميع دول العالم من حيث وثائق التصدير والاستيراد وتبادل المعلومات.
– المركز عضو في منظمة الاتحاد الدولي لسباقات الخيل العربية ( ايفارا).
– كما يتم التعاون مع مختبر Animal Health Trust في بريطانيا ومختبرWEATHERBYS في ايرلندا ومختبر ADL في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض .
الخيل السعودية :
يدرك مركز الملك عبد العزيز للخيل العربية الأصيلة دوره الحيوي في الحفاظ على موروث سلالات خيل الصحراء السعودية وهي مجموعة من الخيل العربية الأصيلة المتميزة التي تنحدر منها كثيراً من جياد الأسرة المالكة الكريمة ويواصل المركز الإكثار منها وفق برامج مدروسة .
أرسان الخيل :
يوجد عدد كبير من أرسان الخيل العربية الأصيلة في العالم ونذكر ( 5 ) أرسان أساسية وهي:
1 – الحمدانيات .
2 – العبيات .
3 – الصويتيات .
4 – الكحيلات.
5 – الصقلاويات .
المصادر :
· كتاب الفحول السعودية .
· كتاب Peter Upton ( The Arab Horse ) .
· مخطوطات عباس باشا .
· سجل الأنساب السعودي للخيل العربية الأصيلة لمركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة بديراب.
· كتاب :peter Upton ( out of the desert ) .
· كتاب The purebred Arabian horse in polend